القاص هشام حراك: هناك حضور قوي لفضاءات مسقط رأسي تيفلت في “السوق اليومي”
* حاوره في تيفلت: عز الدين مليري
هشام حراك، هذا الكاتب الذي خرج من رحم جيل التسعينيات الذي عاصر مجموعة من الأزمات الاجتماعية والسياسية إن على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي، كتاباته سواء القصصية أو المسرحية تأبى إلا الانخراط في النبش في هذه الأزمات ومساءلتها بقسوة أحيانا.. حائز على جائزة اتحاد كتاب المغرب للمسرحية سنة 2002 عن مسرحيته الجميلة: “الانتظار” وعلى الجائزة المغاربية الثالثة للكتابات المسرحية عن مسرحيته: “المستنقع” إضافة إلى مجموعة من الشهادات التقديرية بملتقيات أدبية وطنية وعربية.. صدرت له مؤخرا طبعة ثانية من مجموعته القصصية المتفردة : “السوق اليومي”…
*******
* قبل وصولك إلى مرحلة إصدار أعمالك الأدبية في كتب، كنت قد خضت بالطبع تجربة النشر بالصحف والمجلات.. ما الفرق بالنسبة إليك بين التجربتين ؟
- أعتقد أن التجربتين معا مكملتان لبعضيهما البعض وأنهما معا تندرجان في إطار سيرورة متواصلة، ذلك أنه لكي ينتقل المرء إلى تجربة الطباعة والتوزيع لا بد له أولا من المرور بتجربة النشر بالصحف والمجلات لأنها تكسب الدربة و:”كاتهرس الراس” كما نقول في عاميتنا الرائعة، وبذلك فهي مفيدة له وعلى كل المستويات كما أن هاته الأخيرة تكسب الكاتب المعني شيئا فشيئا بعض الثقة النفسية وهو الأمر الأكثر أهمية باعتبار الدعامة المعنوية هي أساس الإبداع والانتاج وركوب المغامرة، كما أن تجربة النشر بالصحف والمجلات تساعد الكاتب الشاب على الاحتكاك بأقلام أخرى وعلى صقل الموهبة، إذ كلما واصل المرء الكتابة والنشر كلما امتلك دربة تعد ضرورية جدا للانتقال إلى مرحلة الطباعة وليكون المطبوع بالتالي متكاملا وناضجا ومقبولا لدى المتلقي.
* ككاتب أجمعت كل الكتابات النقدية التي ظهرت حول تجربتك القصصية والمسرحية على أنه واقعي، ماذا تعني لك الواقعية ؟
- هي أن أكون واقعيا.. أن أكون منسجما مع نفسي ومع المجتمع الذي أعيش فيه.. أن أكون مرتبطا بالواقع اليومي وبالأحداث اليومية التي نعيشها ونصادفها جميعا بالشارع والسوق والحمام والمقهى والإدارة والحافلة، الخ… الواقعية عندي هي أن أكون واضحا مع نفسي وقبل أن أكون كذلك مع الآخرين لا أن أكون حالما في النوم واليقظة معا وأن لا أكون مريضا بالوهم والهلوسة والذهان، وأعتقد أنني وضحت هاته المسألة بشكل كاف حين تقديمي لمجموعتي القصصية “السوق اليومي” والذي قلت فيه بالحرف:”أنا لا أظنني سوف أحسن الكتابة، يوما، بريشة من ريش طائر الطاووس ولا بمداد أبيض يدعى حليب الغزالة، وقد نبتت، في جمجمتي، مدن وقرى من طوب وقصدير وساكنة من المهمشين والمنبوذين”.
* الملاحظ في كتاباتك حضور مجموعة من التجليات السياسية، بماذا تفسرون ذلك ؟
- اسمع، بشكل عام، السياسة توجد في كل شيء.. في ولادتنا توجد السياسة لأن في ولادتنا إضافة أرقام جديدة إلى عدد الساكنة، في مأكلنا ومشربنا ولباسنا توجد السياسة في شخص السؤال : كيف نوفر لكل منا الأكل والشرب واللباس، الخ… في هاته الجلسة الحوارية التي تجمعني بك توجد السياسة… الخبز الذي نأكله فيه سياسة.. إذن، فالسياسة حاضرة معنا دوما وتلازمنا مثل ظلنا أينما رحلنا وارتحلنا وأينما ولينا وجوهنا فثمة السياسة… الكتابة أيضا سياسة، لكن ليس بذاك المعنى اللغوي حيث جاءت من فعل “ساس” “يسوس”.. هذه هي مسألة السياسة بالنسبة لي على الأقل وبكل بساطة.
* القارئ لمجموعتك القصصية “السوق اليومي” على الخصوص، وتحديدا القارئ المنتمي إلى مدينة تيفلت، يلاحظ أثناء قراءته للقصص الستتة عشر أن ما يربو من تسعين بالمائة من الفضاءات المكانية هي فضاءات تيفلتية بامتياز,,, فهل يمكن اعتبار “السوق اليومي” تيفلتية الفضاءات المكانية ؟؟
- وتيفلتية الفضاءات البشرية أيضا إن صح هذا التعبير.. إنها، وبنسبة تسعين بالمائة، وصف دقيق وصريح لواقع تيفلت التي يمكن اعتبارها نسخة مصورة لباقي المدن المغربية الصغيرة والهامشية حيث لا شيء غير الطوب والقصدير والمهمشين والمنبوذين.. “السوق اليومي” تعرية صريحة لواقع مأساوي مر حيث لا شيء غير الخراب العمراني والموت المعيش.
*ماذا ينتظر هشام حراك ككاتب من اتحاد كتاب المغرب ووزارة الثقافة ؟
- أنتظر من اتحاد كتاب المغرب ما ينتظره كل كتاب المغرب.. أنتظر، مثلا، أن تظهر باسمه جريدة أسوعيو أو نصف شهرية تستوعب أكبر عدد ممكن من كتاب المغرب لعرض نتاجاتهم على القراء وللقياهم.. أنتظر منه – خصوصا على مستوى فروعه – تنظيم ملتقيات أدبية وبشكل مستمر على مدار السنة لأن من شأن ذلك أن يعمل على تفعيل المشهد الأدبي المغربي وبشكل لا مركزي مما سيفسح المجال أمام كل كتاب المغرب للقاء كل جمهور الكلمة الأدبية بالمغرب.. أما بخصوص روزارة الثقافة، فأعتقد أنها على العهد الجديد قامت بالشيء الكثير خدمة للأدب المغربي وللأدباء الجدد على وجه التحديد.. وأعتقد أن الجيل الأدبي الجديد نال حقه وفوق حقه من خلال مبادرة وزارة الثقافة فيما يتعلق بمسالة الإصدار الأول.
المصدر : http://www.doroob.com/?p=17969
موضوع: القاص هشام حراك: هناك حضور قوي لفضاءات مسقط رأسي تيفلت ... 
الثلاثاء يوليو 17, 2007 7:30 am
